أطلقت العديد من منظمات المجتمع المدني في 50 دولة حول العالم حملة مشتركة تحت شعار "من أجلك"، وذلك ردًا على سياسة الإبادة الجماعية والتجويع التي يواصلها الاحتلال في غزة. وتهدف الحملة، التي تتضمن فعاليات وبرامج متنوعة على مدار عشرة أيام، إلى الضغط على القادة لاتخاذ خطوات ملموسة.

عُقد مؤتمر صحفي في مركز نسلي شاه سلطان الثقافي بمنطقة الفاتح، بتنظيم من وقف الهجرة والشتات ومنصة التضامن الدولي مع المرأة الفلسطينية، وبدعم من 10 منظمات مجتمع مدني.

وقد صرّحت رئيسة قسم التواصل النسائي في وقف الهجرة والشتات "عائشة مزين طاشجي"، لمراسل وكالة إيلكا قبيل المؤتمر الصحفي، قائلة: "أطلقنا حملة بعنوان من أجلك لدعم نساء غزة، بتنظيم من وقف الهجرة والشتات ومنصة التضامن الدولي مع المرأة الفلسطينية. وتحظى الحملة بدعم 10 منظمات مجتمع مدني في تركيا، وستُنفذ بالتزامن في 45 دولة حول العالم".

وأضافت طاشجي: "ستنطلق الحملة من خلال مؤتمر صحفي وحفل إطلاق، وتستمر لمدة 10 أيام تتخللها مسيرات، احتجاجات أمام القنصليات، فعاليات متنوعة، ونشاطات على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن شبكة واسعة".

وأوضحت أن الهدف من الحملة هو "تحفيز نساء العالم للتحرك ضد سياسة التجويع التي يستخدمها الاحتلال كأداة للتركيع في غزة، وهي المرحلة الأخيرة من عدوانه"، مشيرة إلى أنهن يسعين لرفع الأصوات النسائية عالميًا ضد هذه الممارسات الوحشية، ودفع قادة الدول إلى اتخاذ خطوات ملموسة.

وخلال المؤتمر الصحفي، صرّحت رئيسة وفد اتحاد النساء الدولي لنصرة القدس وفلسطين "رباب عوض"، بأنها وُلدت وترعرعت في غزة، ذلك الجزء الصغير ولكن المبارك من فلسطين، وتعلّمت هناك معنى الصمود والمقاومة.

وقالت رباب عوض: "إن فلسطين أرض مقدسة، ولم يتردد أهلها يومًا في تقديم أرواحهم فداءً لها"، مضيفة:
"أفخر بأنني ابنة هذه الأرض، وأعتز بانتمائي إليها. لا يزال الحنين إلى ترابها، إلى شوارعها وسمائها، يعيش في قلبي. اليوم، غزة تتألم، غزة تنزف. غزة تُذبح أمام أعين العالم. نحن هنا اليوم لنتحدث عن المرأة الفلسطينية.

وبهذه المناسبة، أوجّه تحية إجلال واحترام لنساء غزة الصابرات، الصامدات، المضحيات، والمناضلات، وخاصة الأمهات منهن".

وتابعت:
"في غزة، النساء لا يُقتلن فقط بالقنابل، بل يُحاصرن، يُجوّعن، وتُسلب منهن حقوقهن في الحياة والكرامة. تلك المرأة هي الأم التي تدفن ولدها بيديها، وهي الزوجة التي تنتشل جثمان زوجها من تحت الأنقاض، وهي الأم التي تفقد أبناءها جوعًا، ولا تملك لقمة تسد بها رمقهم".

وأضافت:
"المرأة في غزة مستهدفة في أمنها، في أولادها، في طعامها، في حياتها. فهل من أحد يسمع؟ هل من أحد يصرخ؟ ألا يوجد ضمير يضع حدًا لهذا الظلم؟ لقد داس العدوان الصهيوني على كل القوانين الإنسانية والدولية. المساعدات تُمنع، والخيام تُقصف، وتُفرض على النساء يوميًا معادلة الموت جوعًا أو بالقصف".

وأشارت إلى أن "عشرات النساء والأطفال يُستشهدون كل يوم، وهذه المأساة مستمرة منذ عامين، نشاهدها جميعًا على شاشات التلفاز. وإذا كنا ما زلنا نصمت أمام ما يحدث، فقد حان الوقت لنسأل: أين إنسانيتنا؟ ألا يوجد قوة، أو إرادة، أو صوت يضع حدًا لهذا الجنون والنزيف المستمر؟".

وختمت بقولها:
"نحن أمة يبلغ تعدادها ملياري نسمة، نحن أمة محمد ﷺ، ومع ذلك أطفالنا يموتون جوعًا. يا لها من مفارقة مؤلمة".

وقالت الصحفية خير النسا جيجيك، التي قرأت البيان المشترك باسم منظمات المجتمع المدني:
نرحب بكم جميعا في هذا المؤتمر الصحفي لإطلاق الحملة العالمية النسائية: #لأجلكِ، تحت شعار من نساء العالم إلى نساء غزة، التي تطلقها بالتعاون بين منظمات المجتمع المدني النسائية التركية والعربية والعالمية.

في وقت يعيش فيه لأهلنا في غزة – وعلى وجه الخصوص النساء والأطفال – أقسى أنواع التجويع والإبادة والانتهاكات، لم يعد السكوت خياراً، ولم يعد الوقوف على الحياد ممكناً.

#لأجلكِ، حملة عالمية نسائية إعلامية وميدانية، نطلقها اليوم من قلب تركيا ومن ضمير نساء العالم الحر، لتكون صرخة في وجه التجويع، ونداء لإنقاذ أرواح تزهق، وكرامة تسحق، وصوتاً يصدح بأن المرأة الفلسطينية ليست وحدها ونساء العالم معها.

تهدف حملتنا إلى:

• تسليط الضوء على معاناة المرأة الفلسطينية تحت القصف والحصار والتجويع.
• توثيق صمودها الأسطوري في وجه الإبادة الجماعية.
• تعزيز التضامن النسائي والإنساني العربي والعالمي.
• الضغط الإعلامي والميداني لوقف الجرائم، وفتح الممرات الإنسانية العاجلة.

تنطلق فعاليات الحملة رسميًا اليوم الخميس الموافق 7 أغسطس 2025، وتستمر حتى 14 أغسطس 2025، عبر سلسلة من البرامج النوعية، من أبرزها:

• مسيرة الشموع تكريمًا لأرواح الشهيدات الفلسطينيات.
• اعتصامات أمام السفارات في العواصم العالمية تقودها نساء وأحرار العالم.
• معارض صور توثق نضال المرأة الفلسطينية تحت القصف حول العالم.
• غرف التغريد لتحريك منصات التواصل التي ستنعقد في تاريخ 9 أغسطس على هاشتاجات الحملة

#لأجلك.

• نشاطات تفاعلية للأطفال.
• حملة إنسانية عاجلة لإنقاذ 2000 طفل من الأطفال الرضع لأمهات مجوعات وذلك من خلال توفير 2000 حقيبة تشمل حليب وحفاضات للأطفال الرضع قيمة الحقيبة 150$.

رسالتنا إلى العالم:

هذه الحملة ليست حدثًا عابرًا، بل بداية لتحوّل حقيقي في الوعي النسائي العالمي تجاه المأساة المستمرة في غزة.

نقولها بصوت واحد من هنا:

•  أوقفوا الإبادة، أوقفوا التجويع.
• افتحوا الممرات الإنسانية فورا.
• نحن مع المرأة الفلسطينية، لأجلها نقف، لأجلها نتحرك، لأجلها نطلق هذه الحملة.

ندعو الصحفيات، الإعلاميات، الناشطات، والمؤثرات، وعموم نساء العالم للمشاركة الفاعلة في هذه الحملة، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو في الميدان.

فلنشعل شمعة أمل، ولنُسمع صوت نساء غزة إلى كل من أراد أن يصمت.

وشكراً لحضوركم ودعنكم،

وقد دعم المؤتمر الصحفي وحملة "من أجلك" كل من:

وقف الهجرة والشتات

الجمعية الدولية لدعم القدس وفلسطين

جمعية دار الحفاظ

جمعية تنمية النساء الأفريقيات في السودان

جمعية سمارا

جمعية الحكمة

اتحاد النساء المصريات

جمعية القادة الجدد

مؤسسة Eve

الجمعية الدولية نوران

وقف خير الدين باشا

 جمعية الطلاب اليمنيين

جمعية بلقيس اليمنية

وجمعية تنمية النساء الأفريقيات. (İLKHA)